في أوقات مختلفة كان الشغل الشاغل للقنوات الليبية بمختلف توجهاتها والمواقع الأخبارية الليبية هو مقالات وكلمات المدعو «محمد عمر بعيو» الرنانة والتي حاول من خلالها في العديد من المناسبات استمالة قلوب المواطنين والضحك على عقولهم، في تناقض رهيب في المواقف والتطلعات.
من المعروف عن «محمد عمر بعيو» أنه خريج من جامعة قاريونس قسم الاعلام، حيث كان عضواً في حركة اللجان الثورية منذ أن كان طالبا، كُلّف بعد تخرجه بالعديد من المهام الثورية والشعبية في مدينة مصراتة وخارجها، وكان أخرها مدير عام مؤسسة الصحافة، هذا وتم ايقافه والتحقيق معه نتيجة اختلاسات تخص الاستثمارات الليبية في الخارج، حتى ظفر اخيراً بمنصب المتحدث الإعلامي باسم محافظ المصرف المركزي.
خرج علينا «بعيو» في أحد الأيام معلقاً على بقاء «علي محمود» على رأس المؤسسة الليبية للاستثمار وكتب في صفحته على فيسبوك: “بقاء علي محمود على رأس المؤسسة الليبية للاستثمار جريمة كبرى سنحاسب عليها مرتكبها السراج، خسر البيع يا فائز”، في موقف واضح ومعادي لشخص علي محمود لكن المنشور الذي كتبه بعيو قام بحذفه في وقت لاحق، في دلالة على أنه توصل لاتفاق ما، جعله يحذف ما قاله!!
عُرف «بعيو» في الأوساط الليبية عامة والإعلامية بشكل خاص بتناقضه اللامتناهي وشبه الكثيرين ما يقوم به بعيو بالقفز من قارب إلى قارب آخر، حيث اشتغل بعيو في أيام النظام السابق متحدثاً باسم اللجان الثورية ومتحدثاً ايضاً باسم الأمانة الشعبية العامة، ويقوم الآن بنشر بيانات صادرة عن الصديق الكبير والمصرف المركزي وينفي في الوقت نفسه بأنه متحدث رسمي باسم المركزي وهذا الكلام منافي للحقيقة.
وفي مشهد تناقض أخر كشفه الدكتور «مصطفى الزائدي» عن بعيو قال: “نشر الأخ محمد بعيو منشوراً غريباً يحذر فيه من تحالف وشيك بين الخضر السبتمبريين على حد وصفه والإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة، ولأن السيد بعيو يرمي إلى ما يرمي إليه !! فلابد من الرد عليه، لو كان ما نشره ضمن خطة لتشويه القوة الوطنية بربطها زوراً وتعسفاً بالجماعات الإرهابية، في إطار حملة انتخابية، فذلك أمر ينبغي الاستعداد للتعامل معه ومواجهته، ولو كان عن معلومات مشوشة، فذلك أمر يستوجب بذل جهد لتوضيحه!”.
كما وصف الدكتور الزائدي المدعو محمد بعيو بالمأجور حيث قال: “رسالتي إلى الشعب الليبي أن ينتبه إلى خزعبلات الطامعين في السلطة، وأن يحذروا من إشاعات المغرضين ودعايات المأجورين”.
مذيع قناة ليبيا «أحمد السنوسي» هو الأخر قام بفضح ممارسات بعيو علنياً في فيديو مُسجل له، مطالباً إياه بالكشف عن مصدر أمواله الطائلة بعد نفيه العمل كمتحدث باسم المصرف المركزي، حيث اتهم «أحمد السنوسي» مذيع قناة ليبيا بعيو بابتزاز كل من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، بالإضافة إلى اتهامه بابتزاز المدير العام السابق للمصرف الليبي الخارجي «محمد بن يوسف» لتوقيع عقد معه وعند رفض بن يوسف قام بعيو باستخدام نفوذه الإعلامي لحرق ورقة المدير العام للمصرف الليبي الخارجي وإخراجه من مكتبه رغم ما عُرف عن المصرف في عهده من سمعة حسنة وتحقيق للأرباح.
في تصريح له لمح «بن يوسف» إلى ابتزاز محمد بعيو له قائلاً: “كان يمدحنا في رسائل موثقة لدينا وعندما طلب خدمة عن طريق شركته ورفضنا انقلب علينا وأصبحنا فاسدين في نظره، تاريخه حافل بالتملق والفساد والنفاق”.
«أحمد السنوسي» وجه سؤالاً مباشراً لـ بعيو قال فيه: “بعد أن تحدثت عن رفضك العمل كمتحدث إعلامي، من أين تقوم بتغطية مصروفاتك، 7 سنوات بعد الثورة لم تقم بالعمل أبداً من أين تُغطي كل هذه النفقات؟”، في دلالة واضحة تؤيد ما انتشر مؤخراً عن بعيو من ابتزاز لأصحاب القرار!!
تحدث بعيو في أحد منشوراته عن أحداث طرابلس الأخيرة موجهاً رسالة للواء السابع قال فيها: “نصف انتصار يساوي هزيمة، أن تقول إنك تتبع الله وتقتل فذلك يعني أنك تتبع الشيطان وتكذب، قوة دون عقل لا تهزم ضعفاً عاقل”، ليبرهن بذلك دعمه لتوجهات معينة يتحصل من خلالها على مبالغ طائلة على حساب توجهات أخرى.
وبحسب بعض مصادري الشخصية من داخل المصرف المركزي فإن «بعيو» يعمل مؤخراً على أخذ موافقات لمنح اعتمادات لمجموعة من الشركات مقابل حصوله على نسبة من قيمة الاعتماد منها، ويساعده في ذلك «أحمد الفرجاني» رئيس لجنة الاعتمادات في مصرف ليبيا المركزي.
«محمد عمر بعيو» هو المسيطر الفعلي على قرارات المصرف المركزي وهو الشخصية التي تتظاهر بالوطنية والتقرب من تطلعات الناس وتضمر حب المصالح والمال والابتزاز، وبشهادة محللين وخبراء ليبيين وصفوا بعيو بالسطوة والتنمر، فإنه يظهر بشكل الحمل الوديع ليكسب رضى عامة الشعب ويلعب بعقولهم بطريقة رخيصة جداً لدعم مصالحه الشخصية، وما حدث من بلبلة في مصرف ليبيا الخارجي وقرارات للكبير بإقالة «محمد بن يوسف» وتنصيب محمد الجمل كانت بمشورات من بعيو الذي قرر الانتقام من بن يوسف واستبداله بشخص -الجمل- يمنع عليه التفوه بالرفض لتوجيهات بعيو ويقدم له ما يريد من أموال بدافع حب السلطة، لتبقى مفاصل الدولة الدولة الليبية متزعزعة يُسيطر عليها من هم على شاكلة محمد بعيو ويُطرد منها كل وطني وقف يوماً في وجه الابتزاز وإهدار أموال الشعب الليبي.